المحج الملكي بالدار البيضاء: حلم ملكي يعود للحياة بعد 40 سنة من الانتظار

المصور
المؤلف المصور
تاريخ النشر
آخر تحديث

 

ما هو مشروع المحج الملكي بالدار البيضاء؟

المحج الملكي بالدار البيضاء


يُعتبر مشروع المحج الملكي بالدار البيضاء واحداً من أضخم المشاريع الحضرية في المغرب، حيث يجمع بين البعد العمراني، التاريخي، والسياحي. هذا المشروع الطموح، الذي انطلق سنة 1989 بمبادرة من جلالة الملك الراحل الحسن الثاني، يهدف إلى خلق محور حضري ضخم يربط مسجد الحسن الثاني، أحد أكبر المعالم الدينية في العالم، بـ ساحة محمد الخامس وساحة الأمم المتحدة، قلب العاصمة الاقتصادية للمملكة.


هذا المشروع الطموح، الذي كان يُفترض أن يمنح الدار البيضاء صورة حضارية جديدة، عرف تأخيرات وتعثرات لسنوات طويلة بسبب مشاكل مالية وإدارية، مما أدى إلى تعطيل أشغال الهدم وإعادة التهيئة، وأثار موجات من الاحتجاجات من طرف السكان المتضررين بسبب غياب بدائل سكنية وتعويضات اعتبروها غير كافية.

اليوم، وبعد مرور أكثر من ثلاثة عقود، دخل المشروع مرحلة جديدة من خلال اتفاقية

 شراكة بين جماعة الدار البيضاء وشركة البيضاء للإسكان

، تُمكّن من نقل الأصول العقارية، إسقاط الديون القديمة، وتوفير تمويل يقدر بحوالي ملياري درهم. هذه الخطوة تهدف إلى إعادة إطلاق الأشغال، معالجة ملف التعويض والإيواء، وضمان إنجاز المشروع في أقرب الآجال.

ويُجمع المتتبعون أن تسريع وتيرة الإنجاز أصبح ضرورة ملحّة، خاصة مع استعداد المغرب لاحتضان كأس العالم 2030، حيث يُراهن على أن يُعيد مشروع المحج الملكي الروح للمدينة القديمة، ويجعل من الدار البيضاء وجهة حضرية وسياحية تليق بمكانتها كأكبر حاضرة اقتصادية في البلاد.


أسباب تأخر التنفيذ (العقار، التمويل، الحوكمة) : 

على الرغم من انطلاق فكرة المحج الملكي منذ سنة 1989، إلا أن المشروع عرف تعثراً دام لعقود. ويمكن تلخيص أبرز الأسباب في ثلاثة محاور رئيسية:

  1. إشكالية العقار :

    • صعوبة تحرير الوعاء العقاري في قلب المدينة القديمة.

    • وجود آلاف الأسر والأنشطة التجارية على طول المسار، ما جعل عمليات الإفراغ والهدم معقدة اجتماعياً وقانونياً.

    • احتجاجات السكان المتضررين بسبب ما اعتبروه ضعف التعويضات وغياب بدائل سكنية فورية.

  2. الأزمة التمويلية :

    • الكلفة الباهظة للمشروع منذ البداية، والتي تجاوزت إمكانيات المؤسسات المحلية في التسعينيات وبداية الألفية.

    • تراكم الديون على شركة “سوناداك” المسؤولة عن التدبير الأولي، مما أدى إلى توقف الأشغال لفترات طويلة.

    • غياب إطار تمويلي متكامل يضمن استدامة المشروع على المدى الطويل.

  3. ضعف الحوكمة والتنسيق :

    • تعدد المتدخلين (الجماعة، سوناداك، CDG، الولاية، الوكالة الحضرية) دون وجود قيادة موحدة.

    • تضارب في الصلاحيات، ما خلق بطئاً في اتخاذ القرارات الاستراتيجية.

    • غياب آليات متابعة ورقابة ناجعة، مما جعل المشروع يتأرجح بين الطموح والجمود لعقود.

كيف أُعيد إحياء المشروع سنة 2025 :

كيف أُعيد إحياء المشروع سنة 2025


بعد عقود من الجمود والتأخر، شهد مشروع المحج الملكي بالدار البيضاء انفراجة حاسمة سنة 2025 بفضل اتفاقية شراكة جديدة صادق عليها مجلس جماعة الدار البيضاء في 2 شتنبر. هذه الخطوة أنهت سنوات من التعثر عبر: نقل الأصول العقارية من سوناداك إلى الجماعة، وتحويل مهام الهدم، التعويض، وإعادة الإيواء لشركة Casablanca Iskane et Équipements، مع تخصيص ميزانية 2 مليار درهم للمرحلة الحالية. كما شملت الخطة إعادة إطلاق أشغال التأهيل العمراني، إنشاء منتزه المحج الملكي بمساحة ~50 هكتاراً، وتسريع هدم المباني الآيلة للسقوط، ما أعاد الأمل في أن يتحول المشروع من حلم ملكي متأخر إلى واجهة حضرية وسياحية عصرية للمدينة.




ما هو مشروع المحج الملكي بالدار البيضاء؟

مشروع المحج الملكي هو محور حضري ضخم يربط مسجد الحسن الثاني بساحة محمد الخامس، يهدف إلى خلق واجهة حضرية عصرية وممشى أخضر في قلب المدينة.

من أطلق فكرة المشروع؟

الفكرة أطلقها الملك الراحل الحسن الثاني أواخر الثمانينيات بهدف تطوير واجهة حضرية عصرية للدار البيضاء.

ما أسباب تأخر تنفيذ المشروع؟

التأخر كان نتيجة صعوبة تحرير العقار، مشاكل التمويل وتراكم الديون، وضعف التنسيق بين المتدخلين.

كيف أُعيد إحياء المشروع سنة 2025؟

عبر اتفاقية شراكة جديدة، نقل الأصول العقارية، تحويل مهام الهدم والتعويض لإحدى الشركات المختصة، وتمويل المرحلة الحالية بميزانية 2 مليار درهم.

ما أبرز مكونات المشروع مكانياً؟

المحور الرئيسي يشمل شارع عريض بممرات مشاة ودراجات، إعادة هيكلة النسيج العمراني، وإنشاء منتزه أخضر بمساحة حوالي 50 هكتار.

ما أهمية المشروع للدار البيضاء؟

يعزز جاذبية المدينة حضرياً وسياحياً، يربط الواجهة البحرية بالمركز، وينشط الاقتصاد المحلي ويحسن جودة العيش عبر المساحات الخضراء.

تعليقات

عدد التعليقات : 0